الحرب التجارية بين أمريكا والصين- تعريفات فاشلة وأضرار عالمية
المؤلف: علي محمد الحازمي11.05.2025

في عام 2019، عندما أقدم الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، على فرض رسوم جمركية باهظة وشاملة على السلع المستوردة من الصين، شهد المشهد الاقتصادي بين القوتين العظميين تحولات جذرية. توقع العديد من المحللين أن مجيء إدارة بايدن إلى السلطة سيُحدث تغييرًا في هذا التوجه، إلا أن الرئيس بايدن آثر الإبقاء على الرسوم الجمركية التي فرضها سلفه على الصادرات الصينية، بل وفي بعض الأحيان قام بتصعيدها وزيادتها. اعتبر الكثيرون هذا التصعيد بمثابة إشارة قوية نحو تحول عالمي متزايد نحو سياسات الحمائية التجارية وفرض القيود، الأمر الذي يُهدد بتقويض المبادئ الراسخة للتجارة الحرة التي لطالما دعمت التدفق السلس للسلع والخدمات بين مختلف دول العالم. ولكن، المثير للدهشة، أن المتتبع لأرقام الواردات إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ تطبيق تلك القيود الجمركية يلاحظ أنها في ازدياد مستمر! وهنا يبرز التساؤل الجوهري: كيف أمكن لهذا أن يحدث؟
يكمن السر في أن الصادرات الصينية تمكنت من اختراق الأسواق الأمريكية على نطاق واسع من خلال اللجوء إلى إعادة التوجيه عبر دول وسيطة، حيث برزت المكسيك وفيتنام كدولتين رئيسيتين في هذا المسار. هذا الأمر يؤكد بشكل قاطع أن سياسة التعريفات الجمركية باءت بالفشل في تحقيق أهدافها المعلنة، حيث تم الالتفاف عليها ببساطة من خلال إعادة توجيه الصادرات عبر بلدان أخرى. وعلى الرغم من هذا الاختراق الصيني المتواصل للأسواق الأمريكية، إلا أن هذه الحرب التجارية قد ساهمت بشكل كبير في حالة عدم اليقين الاقتصادي التي يعيشها العالم، مما أثر سلبًا على قرارات الاستثمار وأدى إلى تباطؤ النمو الاقتصادي في كل من الولايات المتحدة والصين، بل وحتى في مناطق أخرى من العالم. وفي الوقت نفسه، لم تتمكن الرسوم الجمركية من معالجة القضايا المحورية والجذرية التي كانت السبب الرئيسي في هذا النزاع التجاري، وعلى رأسها سرقة الملكية الفكرية، والنقل القسري للتكنولوجيا، وتقييد الوصول إلى الأسواق.
لقد أثبتت الرسوم الجمركية أنها مجرد أداة ذات تأثير محدود وقصير الأجل، وليست استراتيجية شاملة ومستدامة للمنافسة الاقتصادية طويلة الأمد مع الصين. وفي غياب رؤية واضحة أو إطار تفاوضي متكامل، ظلت فعاليتها محدودة للغاية. تؤكد لنا الحقائق الاقتصادية، والديناميكيات السياسية المعقدة، وتشابكات التجارة العالمية، أن سياسة التعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة والصين قد فشلت في تحقيق الأهداف التي وضعت من أجلها في الأساس، بل تحول الأمر إلى ضرر عالمي واسع النطاق يضر بالجميع.
يكمن السر في أن الصادرات الصينية تمكنت من اختراق الأسواق الأمريكية على نطاق واسع من خلال اللجوء إلى إعادة التوجيه عبر دول وسيطة، حيث برزت المكسيك وفيتنام كدولتين رئيسيتين في هذا المسار. هذا الأمر يؤكد بشكل قاطع أن سياسة التعريفات الجمركية باءت بالفشل في تحقيق أهدافها المعلنة، حيث تم الالتفاف عليها ببساطة من خلال إعادة توجيه الصادرات عبر بلدان أخرى. وعلى الرغم من هذا الاختراق الصيني المتواصل للأسواق الأمريكية، إلا أن هذه الحرب التجارية قد ساهمت بشكل كبير في حالة عدم اليقين الاقتصادي التي يعيشها العالم، مما أثر سلبًا على قرارات الاستثمار وأدى إلى تباطؤ النمو الاقتصادي في كل من الولايات المتحدة والصين، بل وحتى في مناطق أخرى من العالم. وفي الوقت نفسه، لم تتمكن الرسوم الجمركية من معالجة القضايا المحورية والجذرية التي كانت السبب الرئيسي في هذا النزاع التجاري، وعلى رأسها سرقة الملكية الفكرية، والنقل القسري للتكنولوجيا، وتقييد الوصول إلى الأسواق.
لقد أثبتت الرسوم الجمركية أنها مجرد أداة ذات تأثير محدود وقصير الأجل، وليست استراتيجية شاملة ومستدامة للمنافسة الاقتصادية طويلة الأمد مع الصين. وفي غياب رؤية واضحة أو إطار تفاوضي متكامل، ظلت فعاليتها محدودة للغاية. تؤكد لنا الحقائق الاقتصادية، والديناميكيات السياسية المعقدة، وتشابكات التجارة العالمية، أن سياسة التعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة والصين قد فشلت في تحقيق الأهداف التي وضعت من أجلها في الأساس، بل تحول الأمر إلى ضرر عالمي واسع النطاق يضر بالجميع.
